ظاهرة غريبة في العرائش: أمواج غير معتادة تظهر وسط واد اللوكوس
 |
| أمواج غير تظهر وسط واد اللوكوس العرائش |
شهدت مدينة العرائش صباح اليوم ظاهرة غير مألوفة أثارت دهشة السكان المحليين، حيث ظهرت أمواج قوية وغير معتادة وسط مجرى واد اللوكوس، في مشهد لم تألفه المنطقة في مثل هذا الوقت من السنة.
وقد لاحظ المواطنون ارتفاعًا مفاجئًا في منسوب المياه داخل الواد، دون تسجيل تساقطات مطرية أو ظروف جوية استثنائية يمكن أن تفسّر هذه الظاهرة، ما أثار تساؤلات عديدة حول أسباب هذا التغيّر المفاجئ.
تعددت التفسيرات الأولية، إذ يرى بعض المتابعين أن هذه الأمواج قد تكون ناجمة عن تأثير ظاهرة المد والجزر القادمة من المحيط الأطلسي، الذي يتصل مباشرة بنهر اللوكوس. بينما أشار آخرون إلى إمكانية أن تكون الرياح القوية أو تغيرات الضغط الجوي قد ساهمت في خلق هذا الاضطراب المفاجئ.
وهناك فرضيات إضافية تشير إلى احتمال قيام الجهات المسؤولة بتصريف كميات من المياه من السدود أو المنشآت المائية الواقعة في أعالي الواد.
ورغم تعدد التفسيرات، لم تصدر أي جهة رسمية أو علمية حتى الآن بلاغًا يوضح الأسباب الحقيقية لهذه الظاهرة، وهو ما دفع بعض المهتمين إلى المطالبة بفتح تحقيق علمي عاجل لدراسة ما جرى وتفادي أي تأثير محتمل على البيئة أو السكان القاطنين بجوار مجرى الواد.
تبقى هذه الظاهرة الغامضة مثار اهتمام محلي، في انتظار توضيحات من الجهات المختصة، سواء البيئية أو الهيدرولوجية.
تحليل علمي: كيف تؤثر ظاهرة المد والجزر على الأنهار الساحلية؟
🔬 ما هو المد والجزر؟
المد والجزر هما حركتان دوريتان في ارتفاع وانخفاض مستوى سطح البحر، تنتجان عن تأثير جاذبية القمر والشمس على مياه كوكب الأرض. عادة ما تحدث دورتان من المد ودورتان من الجزر كل يوم قمري (حوالي 24 ساعة و50 دقيقة).
🌊 تأثير المد والجزر على الأنهار
تتأثر الأنهار المتصلة بالمحيطات، مثل نهر اللوكوس في مدينة العرائش، بظاهرة المد والجزر خاصة في المناطق القريبة من المصب. ويمكن تلخيص التأثيرات كما يلي:
- الارتداد العكسي للمياه: خلال المد القوي، تدخل مياه البحر عكس اتجاه النهر، مما يرفع منسوب المياه ويخلق اضطرابات.
- تداخل المياه المالحة والعذبة: يؤدي دخول مياه البحر إلى تغير في نوعية المياه، ما يؤثر على الزراعة والكائنات الحية.
- ظهور موجات مدية (Tidal Bores): وهي موجات قوية تتحرك عكس تيار النهر لمسافة طويلة عند حدوث مد شديد.
🌀 عوامل تزيد من قوة المد وتأثيره على الأنهار
- المد العالي الاستثنائي (Spring Tides): يحدث أثناء اكتمال القمر أو ولادته.
- الضغط الجوي المنخفض: يؤدي إلى تمدد المياه وارتفاع مستواها.
- الرياح البحرية القوية: تدفع المياه نحو اليابسة وتزيد من حدة المد.
- شكل ضفة النهر وطبوغرافية المصب: تسهّل أو تحد من دخول مياه البحر.
🧭 التفسير المحتمل لظاهرة العرائش
ما تم رصده مؤخرًا في واد اللوكوس قد يكون نتيجة:
- مد بحري استثنائي قادم من المحيط الأطلسي.
- موجة مدية دخلت من المصب وسببت اضطرابًا في التيار.
- تأثير الرياح أو انخفاض الضغط الجوي البحري.
- احتمال تزامن المد مع تصريف مياه من سدود عليا في الوادي.
🧪 أهمية دراسة هذه الظواهر
- فهم التوازن البيئي في المناطق الساحلية.
- التنبؤ بالمخاطر والحد من تأثير الفيضانات المدية.
- حماية البنية التحتية والمزارع القريبة من المصبات.
- دعم التخطيط العمراني والإنذار المبكر في المدن الساحلية.
تبقى مثل هذه الظواهر الطبيعية مهمة للدراسة والتحليل من قبل الهيئات العلمية والبيئية والهيدرولوجية لضمان السلامة البيئية والبشرية في المناطق القريبة من المحيطات والأنهار.