أحداث عنف تهز “توري باتشيكو” الإسبانية بعد اعتداء على مسنّ إسباني وسط اتهامات تطال شبانًا من أصول مغربية
شهدت بلدة توري باتشيكو (Torre-Pacheco)، الواقعة في إقليم مورسيا جنوب شرق إسبانيا، حالة من الغليان والتوتر غير المسبوق، بعدما انتشر مقطع فيديو صادم يظهر تعرض رجل مسن إسباني لاعتداء عنيف من طرف مجموعة من الشبان، يُشتبه أنهم من أصول مغربية، في حادثة أثارت استياءً واسعًا داخل المجتمع المحلي وأشعلت فتيل العنف.
وبحسب ما تداولته وسائل إعلام محلية، فإن الواقعة حدثت في أحد أزقة القرية، حيث كان الشبان يتبادلون الحديث والضحك، قبل أن تتطور الأمور بشكل مفاجئ إلى اعتداء جسدي على الرجل المسن. الفيديو، الذي تم تصويره من قبل أحد أفراد المجموعة، نُشر بسرعة على وسائل التواصل الاجتماعي، ما أثار موجة غضب واستنكار كبيرة في صفوف السكان.
انتشار المقطع لم يمر مرور الكرام، فقد تسبب في تأجيج مشاعر العداء والكراهية، مما أدى إلى اندلاع اشتباكات عنيفة في وقت وجيز بين شبان من أصول إسبانية وآخرين من الجالية المغربية. ووفق شهود عيان، فقد تحولت بعض الشوارع في “توري باتشيكو” إلى ساحة مواجهات عنيفة، وسط حالة من الفوضى والخوف التي خيمت على السكان.
وبينما تصاعد التوتر، تدخلت السلطات الأمنية الإسبانية بشكل مكثف في محاولة لاحتواء الوضع وتهدئة الأجواء، حيث تم نشر تعزيزات من قوات الشرطة للفصل بين الطرفين وفرض النظام.
في سياق متصل، شهدت مدينة مورسيا مظاهرة حاشدة يوم الجمعة، نظّمها عدد من السكان المحليين الغاضبين، غير أنها تحولت إلى تظاهرة عنصرية، رُفعت خلالها شعارات تهاجم الجالية المغربية وتدعو صراحة إلى طردها من المنطقة، ما ينذر بتفاقم الأزمة وتهديد التماسك الاجتماعي في الإقليم.
هذه الأحداث المتسارعة تضع السلطات المحلية والحكومة الإسبانية أمام تحديات كبيرة، وسط دعوات لفتح تحقيق عاجل في الواقعة، ومحاسبة المتورطين في الاعتداء، سواء من جهة الشبان أو من أشعلوا فتيل الكراهية والعنف.
تحليل أولي للأزمة:
خطورة انتشار مقاطع الفيديو العنيفة على منصات التواصل في تغذية الفتنة والكراهيةتزايد الضغط على الجاليات الأجنبية في إسبانيا وسط خطابات يمينية متطرفة
ضرورة تحرك سريع للحد من تكرار السيناريوهات العنصرية التي تهدد السلم الاجتماعي