عبدالكريم الدهري
تمرّ بنا الحياة بأيامها المزدحمة، و نتنقل بين أفراحها و أحزانها، بين طموحات نحققها و أخرى تصطدم بعراقيل غير متوقعة.
نواجه مواقف تجعل القلق يسيطر علينا، و ننفعل بشدة و كأنّ العالم بأسره قد ضاق بنا.
لكن، وسط كل هذا الضجيج، إذا أمهلنا أنفسنا لحظة للتفكير، سنجد أن هناك حكمة خلف كل ما يحدث، و أنّ الخير قد يختبئ في التفاصيل التي لم نرها بعد.
كم مرة مررت بتجربة ظننت أنها الأسوأ في حياتك، ثم اكتشفت بعد حين أنها كانت السبب في تغيير مسارك للأفضل؟ كم من عثرة كانت بمثابة درس، وكم من تأخير كان رحمة؟
نحن كبشر، نسعى دائمًا إلى تحقيق أهدافنا بأسرع وقت و أقل خسارة، لكننا ننسى أحيانًا أن الحياة ليست سباقًا نحو خط النهاية.
هي رحلة مليئة بالمفاجآت، بعضها قد يبدو مؤلمًا في البداية، لكنه يحمل في طياته هدايا غير متوقعة.
حين تواجهك العقبات، قل لنفسك: عساه خير ليس هذا مجرد تعبير تهدئة، بل هو طريقة لتذكيرك بأن هناك منظورًا أكبر مما تراه الآن.
الخير قد يأتي بشكل لا تتوقعه، في وقت غير مخطط له، و من مكان لم يخطر ببالك.
لنستقبل الحياة بإيمان أعمق وثقة أكبر، و لنعتبر كل عثرة درسًا، و كل قلق اختبارًا لصبرنا و قدرتنا على التكيف.
تذكر دائمًا أن ما يبدو اليوم محنة قد يصبح غدًا منحة، فقط امنح الوقت فرصته لتكشف لك حكمة الله.
عش حياتك مطمئنًا، فكل ما يحدث لك مكتوب بحكمة فقط قل: عساه خير.
