السمسرة في مواعيد القنصلية الإسبانية بالناظور تستنزف المواطنين وتثير الغضب
![]() |
مواعيد فيزا إسبانية |
تشهد ظاهرة السمسرة في مواعيد القنصلية الإسبانية بالناظور ارتفاعًا مقلقًا في الآونة الأخيرة، حيث تحوّل حجز موعد للحصول على فيزا شنغن إلى عملية مرهقة ومكلفة، بعدما بلغ ثمنه في السوق السوداء نحو 6000 درهم، مما يعكس حجم الاستغلال الذي يطال المواطنين الراغبين في السفر للعمل، العلاج أو الدراسة في الخارج.
وحسب مصادر محلية مطلعة، فإن سماسرة المواعيد استغلوا ثغرات نظام الحجز الإلكتروني الخاص بالقنصلية، وقاموا بحجز المواعيد بشكل جماعي، ما جعل من عملية حجز موعد فيزا إسبانيا بالناظور مهمة شبه مستحيلة بالنسبة للمواطن العادي، ليقوموا لاحقًا ببيعها بأثمان باهظة، في مخالفة صريحة للقوانين.
وتُعد هذه الظاهرة مثالًا واضحًا على استغلال حاجة المواطنين للهجرة، خاصة في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة، حيث أصبحت الهجرة حلمًا مشروعًا يُصطاد من خلاله المحتكرون أرباحًا غير مشروعة.
هذا السلوك غير القانوني والمجحف أثار موجة استياء في أوساط ساكنة الناظور، وسط مطالب متصاعدة بتدخل عاجل من طرف القنصلية الإسبانية والجهات الأمنية المختصة لوضع حد لهذا الاحتكار، وضمان العدالة في الولوج إلى خدمات التأشيرة.
كما دعت جمعيات حقوقية ومدنية إلى فتح تحقيقات جدية في نشاط الوسطاء والسماسرة الذين حولوا مواعيد الفيزا إلى تجارة مربحة، مطالبة بإجراءات حازمة للحد من هذه الفوضى، وتوفير آليات تقنية أكثر أمانًا في الحجز الإلكتروني، لضمان الشفافية وحماية حقوق المواطنين في التنقل بحرية.
ومع استمرار هذه الظاهرة، تزداد المخاوف من تشويه صورة الخدمات القنصلية بمدينة الناظور، الأمر الذي يتطلب تعاونًا حقيقيًا بين المؤسسات الدبلوماسية والسلطات المغربية لردع كل من تسول له نفسه المتاجرة بأحلام الناس.
دعوة للإصلاح والتحرك
أصبح من الضروري التحرك السريع لمواجهة هذه الظاهرة المؤرقة، وذلك من خلال تحسين نظام الحجز الإلكتروني، وتعزيز الرقابة على الوسطاء، وإطلاق حملات توعوية للمواطنين بخصوص آليات الحجز القانونية. فالمعادلة واضحة: الكرامة في السفر تبدأ بعدالة في الحجز.