الاختفاء الغامض لمروان المقدم خلال رحلة بحرية بين المغرب وإسبانيا
في حادثة لا تزال تُثير الكثير من التساؤلات والقلق، اختفى الشاب المغربي مروان المقدم بشكل غامض خلال رحلة بحرية كانت تربط بين ميناء بني أنصار بمدينة الناظور وميناء موتريل الإسباني، وذلك بتاريخ 20 أبريل 2024.
عائلة مروان، وعلى رأسها شقيقه محمد، تُطالب بكشف مصيره وتوضيح الملابسات الغامضة التي تُحيط بهذه القضية، خاصة في ظل تضارب التصريحات وغياب أي أدلة ملموسة حتى الآن.
من الهجرة غير النظامية إلى الإقامة القانونية
بدأت رحلة مروان في إسبانيا حين دخل أراضيها بطريقة غير نظامية وهو لا يزال قاصراً في يناير 2023. تم التكفل به من طرف مصلحة رعاية القاصرين، وبعد بلوغه سن الرشد القانوني، حصل على جواز سفره وبطاقته الوطنية من القنصلية المغربية بمدينة ألميريا، قبل أن تُسوّى وضعيته القانونية ويحصل على بطاقة الإقامة الإسبانية في يناير 2024.
زيارة عائلية قبل الاختفاء
بمناسبة عيد الفطر، عاد مروان لزيارة عائلته بمدينة الحسيمة بتاريخ 14 أبريل 2024. مكث مع أسرته إلى غاية 20 أبريل، حيث استقل باخرة تابعة لشركة الملاحة "ARMAS" من ميناء بني أنصار متوجهاً إلى ميناء موتريل. كان يحمل وثائق سفر قانونية وأمتعته الشخصية التي تزن حوالي 20 كيلوغراماً، كما تواصل مع والدته وأصدقائه أثناء الرحلة عبر مقاطع فيديو ورسائل صوتية.
اختفاء مفاجئ وانقطاع تام للاتصال
كان من المفترض أن تصل الباخرة إلى ميناء موتريل في الساعات الأولى من صباح 21 أبريل، لكن الاتصال مع مروان انقطع تماماً منذ الساعة 2:28 فجراً، بينما كان لا يزال على متن الباخرة. ومنذ ذلك الوقت، لم يتم العثور عليه، كما لم تصل أمتعته، ما دفع العائلة للشك في احتمال تعرضه لمكروه.
بلاغات وتحقيقات في المغرب وإسبانيا
تحركت العائلة سريعاً، حيث تقدم خال مروان بشكاية في مدينة خيخون الإسبانية، والتي تم تحويلها لاحقاً إلى سلطات ميناء موتريل. كما تقدمت الأسرة بشكاية لدى السلطات المغربية، وجرى فتح تحقيق بتنسيق بين النيابة العامة بالناظور والشرطة القضائية بمدينة بني أنصار. وقد أكد الجانب المغربي رسمياً مغادرة مروان للتراب الوطني على متن الباخرة يوم 20 أبريل.
شركة الملاحة في دائرة الشك
عند مراجعة شركة الملاحة أرماس، أكدت الشركة أن اسم مروان كان ضمن قائمة المسافرين، لكنها لم تقدم أي توضيح بخصوص لحظة نزوله أو وصوله إلى الميناء الإسباني. الأسوأ أن الشركة صرحت بأن كاميرات المراقبة كانت معطلة طوال الرحلة، ما اعتبرته العائلة محاولة محتملة لطمس الحقيقة.
تحركات حقوقية ودولية
إلى جانب الشكايات الرسمية، تم تقديم بلاغات إلى الأمن المغربي، وكذلك إلى الإنتربول الدولي بمقره في مدريد. كما تم التواصل مع السلطات القضائية الإسبانية من أجل تعقب آخر موقع لهاتف مروان. ورغم أن بعض المسافرين أكدوا عدم ملاحظتهم لأي أمر غير طبيعي على متن الباخرة، إلا أن الغموض ما زال يسيطر على القضية.
إضراب احتجاجي ومطالب بإظهار الحقيقة
في خطوة احتجاجية قوية، دخل شقيق مروان في إضراب مفتوح عن الطعام والماء في فبراير 2025، تعبيراً عن غضبه من الصمت الرسمي والمطالبة بكشف ملابسات القضية. وتم استقبال العائلة من طرف الوكيل العام لمحكمة الاستئناف، بالإضافة إلى العميد الإقليمي، حيث تم تقديم كافة الوثائق والمعطيات المتعلقة باختفاء مروان.
مطالب العائلة ورسالة مفتوحة للرأي العام
العائلة تطالب بما يلي:
- الكشف الفوري عن مصير ابنها، سواء كان حياً أو توفي في ظروف غامضة.
- توضيح أسباب اختفاء الأمتعة وتعطل الكاميرات على متن الباخرة.
- فتح تحقيق جاد في مسؤولية شركة الملاحة البحرية راماس.
- ضمان سلامة المسافرين ومراقبة الشركات البحرية.
وفي ختام تصريحاته، توجه شقيق مروان بالشكر لكل من تضامن مع العائلة وساهم في إيصال صوتها، خاصة المنابر الإعلامية وفي مقدمتها هبة بريس، داعياً إلى استمرار الضغط الإعلامي والحقوقي لكشف الحقيقة ووضع حد لهذا الغموض الذي يخيم على مصير شقيقه.