مصرع عامل صباغة إثر سقوط مأساوي من بناية بمدينة سطات
شهد شارع شنقيط بمدينة سطات ظهر اليوم الجمعة حادثًا مؤسفًا، بعدما لقي عامل صباغة مصرعه متأثرًا بإصابته عقب سقوطه من الطابق الثالث أثناء قيامه بأعمال الصباغة رفقة زميل له، الذي نجا بأعجوبة.
ووفقًا لمعاينة مراسل "هبة بريس" من عين المكان، فقد خلف الحادث صدمة كبيرة في صفوف سكان الحي والمارة، حيث بدت آثار الدماء في محيط الحادث، وسط حالة من الذهول، في حين انتقل باشا المدينة إلى الموقع للوقوف شخصيًا على تفاصيل الواقعة ومتابعة الإجراءات المتعلقة بتأمين موقع العمل.
المعطيات الأولية تفيد أن العاملين كانا يباشران أعمال الصباغة الخارجية لواجهة بناية باستخدام سرير خشبي معلق بواسطة حبال، غير أن إحدى البراغي المثبتة على اللوح الخشبي فقدت تماسكها، مما أدى إلى سقوط أحدهما بشكل مباشر نحو الأرض، بينما تمكن الآخر من النجاة بعد أن تشبث بإحدى الحبال.
وقد جرى نقل العامل المصاب على وجه السرعة إلى قسم المستعجلات بمستشفى الحسن الثاني، إلا أن حالته الحرجة لم تمهله طويلاً، ليفارق الحياة متأثرًا بجروحه، فيما لا يزال زميله يخضع للمراقبة الطبية بعد نجاته من الحادث.
وفور توصلها بالخبر، انتقلت فرق الوقاية المدنية والسلطات الأمنية إلى عين المكان، حيث تم تأمين محيط الحادث وفتح تحقيق عاجل من طرف المصالح المختصة من أجل تحديد ملابسات الواقعة، والوقوف على مدى احترام شروط السلامة المهنية في موقع الأشغال.
حادثة تسلط الضوء على مخاطر الشغل في قطاع الصباغة
تأتي هذه الحادثة المؤلمة لتعيد إلى الواجهة تساؤلات حول ظروف عمل عمال البناء والصباغة، خاصة فيما يتعلق بمعايير السلامة ووسائل الوقاية، إذ تُسجل سنويًا حوادث مماثلة كان يمكن تجنبها باعتماد أدوات عمل أكثر أمانًا وتكوين مهني مناسب.
ويطالب عدد من النشطاء المحليين بضرورة تكثيف الرقابة على الورشات المفتوحة، والعمل على فرض معايير صارمة لحماية حياة العمال في مواقع الأشغال، خاصة في البنايات المرتفعة.
يبقى مصرع عامل الصباغة بسطات فاجعة جديدة تُسجل ضمن سلسلة من حوادث الشغل التي تعاني منها شريحة واسعة من العمال في قطاع البناء، وهو ما يدعو إلى اتخاذ تدابير عاجلة لتوفير بيئة عمل آمنة تحفظ أرواحهم وتصون كرامتهم المهنية.