مئات مغاربة الخارج ينجون من كارثة بميناء مارسيليا
في مشهدٍ مروّع كاد يتحول إلى مأساة جماعية، عاش مئات المسافرين المغاربة المقيمين بالخارج لحظات من الرعب مساء أمس، بعد انهيار قنطرة العبور الخاصة بإحدى البواخر بميناء مارسيليا الفرنسي، وذلك أثناء عملية إنزال السيارات والعربات من السفينة إلى الرصيف.
ووفقًا لشهادات متطابقة، فقد كانت الباخرة تقل عددًا كبيرًا من العائلات المغربية العائدة إلى أرض الوطن في إطار موسم مرحبا، حين انهارت بشكل مفاجئ القنطرة التي تربط السفينة بالميناء، مما تسبب في تعليق عشرات السيارات في وضعية خطيرة فوق المياه، وسط صرخات وهلع شديدين.
ذعر وفوضى بين الركاب
عدد من المسافرين الذين عاشوا الحادثة قالوا إن اللحظات الأولى كانت صادمة، حيث بدأت بعض المركبات في التأرجح، بينما حاول الركاب، وبينهم أطفال ونساء، فتح الأبواب بسرعة للهروب من الخطر المحدق، وسط موجة من الذعر وصيحات النجدة.
وانتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو توثّق الحادث، تُظهر حالة الهلع والفوضى، كما تُبيّن كيف اقتربت بعض العربات من السقوط الكامل في مياه الميناء، ما أعاد للأذهان حوادث بحرية سابقة كان لها عواقب مأساوية.
لا إصابات.. لكن التساؤلات كثيرة
ورغم أن الحادث لم يُسفر عن خسائر في الأرواح، إلا أن وقع الصدمة كان كبيرًا في نفوس الركاب، الذين تساءلوا عن مدى جاهزية الموانئ الأوروبية، خاصة خلال موسم يشهد عودة مكثفة لمغاربة المهجر إلى بلدهم.
الحادث سلط الضوء من جديد على هشاشة البنية التحتية في بعض الموانئ، وأعاد طرح علامات استفهام حول مدى التزام شركات الملاحة البحرية بمعايير السلامة والجودة، في ظل التركيز المفرط على الربح وبيع التذاكر.
دعوات للمحاسبة والرقابة
تدخل طاقم السفينة وسلطات الميناء ساهم في منع وقوع كارثة أكبر، لكن ذلك لم يمنع من تصاعد الأصوات المطالبة بـفتح تحقيق شامل ومحاسبة المسؤولين عن هذا الخلل الخطير. كما دعا ناشطون إلى تشديد الرقابة على تجهيزات السلامة البحرية في جميع السفن، خصوصًا تلك التي تنقل مغاربة العالم.
هذا الحادث يُعد ناقوس خطر، يُحتم على الجهات المسؤولة التحرك العاجل لضمان سلامة الركاب، وتفادي تكرار مواقف مشابهة قد تكون نتائجها أكثر فداحة في المستقبل.